التسلّح بدراسة العلوم ضرورة.. لمواجهة الكفر والإلحاد

حوار  مع

فضيلة الشيخ محمد عبد العال  الدومى،

المستشار الديني للمدارس

وإمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بالمهندسين

بعد حصوله على جائزة الإمام المتميز

***

أكد فضيلة الشيخ محمد عبدالعال الدومى أن الواقع المعاصر يقتضى من الدعاة والمسئولين التسلّح بمختلف العلوم الدينية والعلمية للتأهل والتمكّن من الرد على شُبهات وافتراءات وأباطيل الفكر التكفيرى والملحد بردود يفهمها أبناء الجيل المعاصر.

و دراسة التراث للعمل الدعوى أساسية مع عدم تقديسه ، فالتراث  زاد لابد من الاستفادة منه والسعى إلى إعادة صياغته بشكل حديث للتيسير على الناس.

ومن مقتضيات الواقع الدعوى لمواجهة التكفير والإلحاد بمختلف الأفكار، لابد من كثرة القراءة قدر المستطاع وتلخيص  وإعادة صياغة كتب التراث للرد على الملاحدة، والصبر على الطلاب، وحسن معاملتهم ومساعدتهم بحل مشكلاتهم،  والرد عليهم بردود عصرية  تتحقق بالتسلح بدراسة بعض العلوم منها علم الأحياء والعلوم الإنسانية كعلم النفس والاجتماع والتاريخ والسياسة، مع ضرورة التزام الطلاب باحترام شيوخهم وتوقيرهم والصبر عليهم لينالوا ما عندهم من العلم.

 

وعلى العالم والداعية أن يعمل على تسهيل العلوم ومناسبتها للناس، وهو فى أمسِّ الحاجة إلى ساعة خلوة فى جوف الليل مع مولاه، يفتح الله تعالى بها عليه، ففي قيام الليل فى الليلة السابقة على الدرس بنيّة التوفيق فيه خيرٌ عظيم.

ونصيحته للدعاة: الجد والاجتهاد فى التعلم  مهما كانت الظروف،  والقراءة فى كل شئ منذ الصغر، قبل الانشغال، ومتابعة حضور الدورات العلمية،والاستماع إلى كبار العلماء، والمداومة على الورد اليومي من القرآن، والحديث، وكتب الأدب، ليظل الإمام حافظًا للقرآن، واعيًا للسنة المطهرة، متميزًا بأسلوبه الأدبى. وكذلك مخاطبة العقول والقلوب معًا، والعمل على تنمية المهارات الدعوية، كمهارات التواصل وغيرها.

 

وأما الدروس العلمية فينبغى العمل على شرح علمٍ أو كتاب، مع مراعاة جانب الرقائق ليقوم بدور التزكية والتربية، وأرفض فكرة الدرس المجرد من العلم، القائم على الوعظ  فقط، لأن الجمهور يحتاج الآن علمًا أعمق، مستمر الأثر.

 ومما ينبغى أن يتسلّح به الداعية اللغات الأجنبية، – ولو لم يسافر إلى الخارج- ليواكب الشباب من جميع الفئات، فالتعامل معهم بلغتهم التى يفهمونها يأتى بنجاح كبير.

و على الإمام أن يقوم بدوره فى تعليم المسلمين الذين هم فى المسجد، لتتغير أحوالهم،  فيربّى العالم جيلاً جديدًا يفهم العلم ويطبّقه بالسؤال دومًا: ماذا يفيد الناس فى هذه الخطبة؟ أو الدرس؟ مع تركيز الكلام، وضبط كلماته بحسن اختيارها، وضبطها من ناحية اللغة.

ويحسب لوزارة الأوقاف أنها تبذل جهدا كبيرا فى تنمية الدعاة وتثقيف الأئمة عن طريق الأكاديمية وبروتوكولات التعاون المختلفة، وعلى الإمام أن يبذل جهدا فى تحصيل العلم وإعطائه، والاهتمام بالشبهات الحالية وطرق الرد عليها.

 

 وعن تجربته فى جانب الفقه والفتاوي، يرجع فضيلته شرف  التميَّز لعدة عوامل تعمل على  تنمية المهارات الدعوية المختلفة، مع الجد والاجتهاد فى شتى العلوم، والحرص على المظهر الأزهرى الأنيق. وأهم هذه العوامل بعد الإخلاص لله:

حب الفقه  –  التدقيق والصبر فى القراءة        –  محاولة استخراج قاعدة الفتوى،     ثم قراءة الفتاوى المكتوبة،

ويدعو فضيلته كل متخصص فى الفقه إلى اجتهاد عصرى يوافق قواعد مذهبه الفقهى، لتستمر المذاهب فى العطاء حتى لا تندثر.

 أما عن حق الإفتاء ، فليس لأى أحد، قال الله تعالى: ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “،  فهو للعالم المتخصص الممارس، المدرب على الاستنباط، المالك لأدواته، الفاهم للقرآن بفهم آيات الأحكام، – المدقق فى الحديث بعلوم المصطلح، القارئ لكتب السنة وشروحها،  ويتأسس ذلك على دراسته للغة بشكل واسع (النحو والصرف والبلاغة) والمنطق.

  والهيئة العلمية جعلت العلم الشرعى فى الأزهر، وتقوم بتقييم أبنائه عن طريق الامتحانات والبحوث ولجان التقييم، أما الذين يزعمون أنهم حصّلوا الإجازات فى أسبوع من الشيخ فلان، أو عن طريق مجرد اللقاء مرة واحدة، فهذا لايحقق العلم.